| المنتدى العام جميع المواضيع التي لا تندرج تحت أي قسم |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
|
الطريق لإذابة العذاب
هو مقدس لدرجة لا يمكن الإقتراب منه، وهم كذلك، محصنون في قلاعهم، ولأنه ولأنهم يدركون أننا مرة واحدة نولد، ومرة واحدة نموت، اختاروا شعارا ينزلق بنعومة مع مباديء القرن الحادي العشرين الأ وهو الطريق لإذابة العذاب. في هذا الشرق حين تسمع الخطابات الملكية، والسلطانية، حتما ستشعر أنك تخرج إلى الدنيا معتقدا أنك قطعت نصف المسافة إلى الجنة، وأنك فقط تنتظر هنالك من يقول لك هذا هو باب الجنة ف هل لي أن أصطحبك إليه! عاشت الأحلام. "فاللعبة القذرة تنهي حرصك على بقاء ثيابك ناصعة"، ولكن ثمت تجادل فكري يطراء على هذا الدماغ الرث، ياترى من اخترع قوانين اللعبة؟ وكيف يتم اختيار اللاعبين؟ ولماذا تعددت ساحاتها وميادين ممارستها، ونحن ما زلنا نطوف بأحلامنا، نهديها لليلٍ تنازل عنها سلفا للضوء والنهار. واقع الشرق يقول عليك أن تقترف الكثير من الآثام حتى تصبح إنسانا، إنسانا بمعنى الشرق، فالإنسان هنا له هيأت مغايرة لكل شيء، فمنذ ميلادك والدولة هنا تختار قدرك، ستخرج تاجرا إن أرادتك هي تاجرا، وستخرج إقطاعيا بمباركتها كذلك، وزبالا بمباركة وطنية عليا، وكذلك بإمكانك أن تفترش أبواب القصور في ملابس تشبه الوتريات الليلية ليخرج لك أبو الحياة ينظر لك بلمعة في عينيه، هذه النظرة وحدها كفيلة بأن تعلق أحلامك عليها، وكفيلة كذلك أن تلون بها قدرك اما بالضوء أو بالأمنيات والدموع. يقول عبده خال في رواية ترمي بشرر حين كان يتحدث عن مواصفات اللاعبين " هناك لا توجد حدود للمفاهيم والقيم، وفي كل حين ترتدي قيمة تتناسب مع اللحظة والتي يمتلكها السيد فكيفما يكون مزاجه تكون القيمة والمبدأ "، وفريق السيد الذي يشاركه اللعبة يتم اختياره بعناية فائقة مطلقة، وضع أجهزة مخصصة لهذا الاختيار، دائما الفارغون والسطحيون والمتنازلون هم من يقفز على أحداث السلطة، وهم من يتسلموا الحقائب الوزارية، لأن الدولة هنا لو طلبت من وزير أن يأتيها بكوب نصف مملوء، تحتاجه أن يأتي به نصف مملوء دون أن يسال لماذا، وإن تجراء و سأل، إذا هو ليس من أنصار اللعبة ولا بد أن يُبعد من ساحة اللعب ويُدمر في كل شيء حتى لا يتجرأ أن يأتي بما ينسف مبادئهم وقذارتهم المطلقة. في هذا الشرق الحياة تكتظ وتتزاحم في مكانين فقط، في بيوتهم وقصره، وإن أردت أن تكون في نفس القائمة يجب عليك أن تمارس النظام الأساسي للعبة الذي يقول " لا يمكن لك أن تكون سيدا فليس هناك أخلاق يمكن أن تحترم بها السيد في داخله، فالقوة لا تضع لشهوتها سقفا محددا، تغدو شهوات السادة جسورة مترامية الأطراف شعارها أسحق لتبق سيدا "، هو بارع في اختيارهم، فهو غالبا ما يختار وزراء من الأسفنج، يمتصون كل شيء أراض سكنية، أراض تجارية، شركات خاصة، مال عابر، نفوذ... الخ لا يأخرهم شيء، متفرغون لالتهام كل ما أمامهم ولا يهم كيف يكون شكل النهاية حين توجد كل هذه الضمانات شامخة في مسامات اسفنجهم العطِش النزق. " كل منا يفسد حياة الآخرين من غير قصد" هذا أحد بنود النظام الأساسي، يا عزيز حين أرغب في توديعك لا تسيء فهمي، فأنت فاسد سلفا، فاسد بإرادتي، وها أنت تخرج بإرادتي، ولأنه يعلم أن المال ييبس الفضيلة والأخلاق، وضع المال هو المحرك الأساسي في اللعبة، يغرقهم بفضله، ثم يختار لهم أنسب الأماكن ليسكنوها، في قصور تشبه قصره، ليضمن تحرك الأصابع نحوهم، مشيرة لثرائهم، وفسادهم، وليرسم صورة أولية للنهاية، يعززها بمال يغدقه عليهم مرة أخرى، وحتى لا يضع لهم عذرا حين يختار نهايتهم، يقول لهم ها أنا أهيء لكم الطريق لإذابة عذاب اللعبة، وهاهم مواطنيي لم يعودا راغبين بكم، ويختم ويقول أنا صنعتكم ولكن لم أصنع طعمكم...!!!! عبدالرحمن منيف، قدم وصف دقيق للشرقيين في رواية سباق المسافات الطويلة حين قال " هؤلاء الشرقيون ولودا للموت، الموت ينبع من كل شيء فيهم من النظرات من التأمل الأبله من الرخاوة. أنهم أموات بمعنى معين"، هذا هو حالنا وحتى تدرك ذلك جيدا، يكفيك أن تدلف إلى أحد الأسواق القريبة من قصره، هنالك سترى الرب على أصغر برعم حزن/ للموت يتضوع، هنالك صور متعددة للموت المتحرك، للفقر، للجوع، للأمنيات، هنا في الأسواق وفي الشوارع تكتشف ردائة المشهد وهشاشته، تكتشف الصور العديدة للموت المتحرك، وتكتشف حجم الضوء الذي يبعثه النفط في قصره وضبيوتهم، وستشاهد كيف أن هذا المواطن مخدر بالأحلام والأمنيات، والغريب أنه ما زال في قصره ومازالوا في بيوتهم/ مكاتبهم "لا يعلمون كيف تعمل هذا الطبقة من البشر وما ضميرها" حين تشعر بحجم المفاضلة بين مواطن وآخر في بلد كهذا الشرق، تصيبك حالة من الغثيان والنهاية، تشعُر كم أنت مهضوم ومحروق في مزبلة على أطراف الشارع، " فالإنسان مغرم بالإنتصارات الوهمية والسير بصورة تصاعدية يمنحه لذة التجاوز لذة أن استطاع ان يحقق شيئا ما" هذا ما يمارسه وزراء السيد، هم يمارسون دور وصاية الأب على من يتظلل بأجنحتهم، أحدهم يوزع الألقاب وفق لما يستهويه، وأحدهم يوزع المال وفقا لحساباته الخاصة، وأحدهم يتصرف في توزيع أراض الوطن على فريقه الخاص ومُريديه، وأحدهم يدير إدارة الفضل الملكي لمشايخ القوم فقط، وأحدهم يجيد تبذير فتاويه مقابل قصور تهيء له من الدولة متنازلا عن قصور الله في الجنة، والآخر يبحث عن مستحيل يقنع به مواطن دمره الفقر والجوع. بعد كل هذا المضض، اختارت الدولة الطريق المناسب لإذابة العذاب، وحتى يستعيد المواطن نفسه ويستعيد الحياة المكتظة بالفرح، تنازل السيد وخرج ذات يوم ووزع ابتسامته للجميع وطالبهم جميعا أن يستعيدوا ابتسامتهم ويتصالحوا مع ذواتهم وأخبرنا " ليس من الممكن أن يسير المراء أبعد من ذاكرته" وأرى أن " المكان الوحيد الذي نجد فيه أنفسنا هوالتاريخ الميت" فاذهبوا للتاريخ يرحمكم الله ..[/center]
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| كن كالشمعة تحترق لتضىء للاخرين الطريق | سفانة | المنتدى العام | 2 | 28-11-2012 04:03 PM |
| الطريق الامثل لاءنكار المنكر | الشيدي | المنتدى الإسلامي | 2 | 24-10-2012 09:23 AM |
| الطريق إلى الله | الشيدي | المنتدى الإسلامي | 2 | 14-05-2012 11:53 AM |
| على الطريق .... | بنت الاشخري | المنتدى العام | 9 | 30-01-2011 07:30 PM |