في إحدى الوزارات الحكومية، حضر ليقابل الوزير، سأل الحارس في الطابق الأرضي: أين مكتب الشيخ الوزير؟ الحارس: في الطابق الرابع. استخدم المصعد، ثم وصل الطابق الرابع، وسأل المنسق: أود مقابلة الوزير. أجابه المنسق: تفضل عند منسّقة المواعيد في الغرفة التالية، شكرا. عند غرفة منسقة المواعيد: لو سمحتي، ممكن أقابل معالي الشيخ الوزير؟ ردت المنسقة: ممكن، سوف أسجل اسمك. تفضلي هذه بطاقة الأعمال، إنه موضوع مهم وعاجل وعام وليس "شخصي". ردت المنسقة: كل طالبي المقابلات يقولون مواضيعهم مهمة وعاجلة، سوف أحاول الاتصال بك قريبًا لتعريفك بوقت المقابلة، شكرا. بعد أسبوعين من الاتصالات والمتابعة من أجل التذكير ومعرفة الموعد، يضطر للعودة للوزارة والمنسقة لتأكيد الموعد: أختي الفاضلة، كنت طلبت موعدا لمقابلة معاليه منذ أسبوعين. المنسقة: آسفة، كنت في إجازة ذلك الوقت وزميلتي التي كانت في مكاني لم تخبرني بذلك، ممكن أسجل اسمك الآن. رد عليها: وهل تغيير الموظف يغير المواعيد، أم أن دفتر المواعيد موحد؟ ردت: لا، لقد تغير الدفتر، ولكن لا عليك قريبا سأتصل بك، شكرا، وبعد أسبوعين من الاتصالات والمتابعة، عاد للوزارة لتأكيد الموعد: أختي الفاضلة، لقد طلبت موعدا منذ شهر، فهل بالإمكان مقابلة الوزير؟ ردت: أخي لقد تغير الوزير من معالي الشيح إلى معالي الدكتور، وبدأنا تسجيل المواعيد من جديد، ممكن أسجل اسمك الآن، رد: وهل تغيير الوزير يغير المواعيد أم أن دفتر المواعيد موحد؟ ردت: لا عليك، قريبا ستقابل الوزير، شكرا. وبعد أسبوعين من الاتصالات والمتابعة، يعود للوزارة مرة أخرى: أختي الفاضلة، لقد طلبت موعدا لمقابلة الوزير منذ شهر ونصف ولم يتصل بي أحد، ردت: أخي الفاضل، الوزير غيّر طاقم العمل في مكتبة وأنا موظفة جديدة هنا ولا أعلم المواعيد السابقة، ممكن أسجل اسمك. رد: وهل تغيير الطاقم يغير المواعيد أم أن دفتر المواعيد موحد؟ ردت: سيكون الموعد قريبا، ممكن أسجل اسمك. رد: لا استطيع يا أختي، لا توجد لدي بطاقات أعمال، ردت: لا عليك، سأسجل اسمك، أمليني إياه. رد: لا استطيع يا أختي، لأني نسيت اسمي. يعود ليخرج من الوزارة، يحاول أن يتذكر اسمه، يتمتم: اسمي، اسمي، اسمي، هل أنا فعلا نسيت اسمي، يخرج هاتفه من جيبه يتصل بزميله القديم الذي أصبح موظفا كبيرا في الوزارة: مرحبا أخي العزيز، لقد جئت وزارتكم لأقابل معاليه ولكني نسيت اسمي ولم أستطع مقابلته، يرد زميله: لا عليك، أين أنت الآن؟ يرد: أنا عند المواقف وصلت إلى سيارتي وأهمّ بالخروج من الوزارة، يرد صاحبه: تعال الآن أنا بانتظارك في مكتب معالي الدكتور، يتمتم وهو يعود مرة أخرى للوزارة: ما أوسع نوافذ بلادي وما أضيق أبوابها.