لا زالت تلك الصورة المؤلمة تعيش في ذاكرتي قوية كيوم ولدت ..
في ذكرى رحيلهم .. 27 يونيو 2005م
تقدمت إلى تلك الغرفة بخطى متثاقلة وخوف يملأ ني .. الأصوات التي تنبعث منها تزيد من تسارع دقات قلبي ..
وأطرافي غدت باردة مرتجفة .. مشيت حتى وقعت عيني عليه وهو ممدد في ذلك السرير الملطخ بدمائه..
وكثير منهم يحيط به .. اقتربت وقد تركت دموعي لتحكي هلعي وجزعي الذي أعيش ..
وفي داخلي أصداء صرخة تكاد تشق صدري المتألم والمفجوع ..
وقفت بالقرب من جسده النائم بلا حراك ..عيناه قد أغلقت ..
ومن فمه يخرج أنبوب التنفس ليمده بصورة للحياة التي يبدو أنها تنوي فراقه ..
أنظر إليه ولا أجرؤ على لمسه ..فكأنه أصبح غريبا لا أعرف ..
وكأني أعيش كابوسا مرعبا أود لو أصحو منه ..
كم كانت تلك الدقائق القصيرة التي عشتها في تلك الغرفة قاسية وصعبة ..
رفعت وجهي المبلل بأدمعي وأردت سؤالهم ولا أدري ما نطقت وما سألت ..
وإلى اليوم لا أدري ما أجابوني وما قالوا لي ..
ولكني قرأت المشهد الذي رأيته أمامي ..
وبدا قاتما مظلما ينذر بالموت ..
ولا حيلة أمام الموت ..
وداعا أيها الحبيب الراحل بلا وداع ..
وسلام إلى روحك الطاهرة ألف سلام ..
اللهم ارحم عبدالله برحمتك يا أرحم الرحمين ...
وأغفر له وتقبله واكتبه في الفائزين ..
أرواح , عيسائية