العودة   منتديات وادي عاهن > الأقسام العامة > المنتدى الإسلامي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-01-2013, 07:29 PM
الصورة الرمزية الشيدي
الشيدي الشيدي غير متواجد حالياً
 
سبحان الله وبحمدة
اشهد ان لا أاله إلى الله واشهد ان محمد رسول الله
حب كل من يحبك ترى اخر الدنيا تراب
Arrow وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً‎

-----------------------------------------------------------



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً















الباحث : محمد إسماعيل عتوك













الصبر في اللغة معناه : حبس النفس وتثبيتها ، وضدُّه : الجزع . قال تعالى : ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ﴾ (الكهف:28) . أي : احبسها وثبتها . وهو نوعان : صبر على المكروه ، وصبر عن المحبوب . والأول يعدَّى إلى المفعول بـ{ على } ، و الثاني بـ{عن } . تقول : صبرت على ما أكره . وصبرت عمَّا أحب . والأول هو الأكثر استعمالاً ، ومنه قوله تعالى : ﴿ وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً﴾ (المزّمِّل:10) .



وقال تعالى في مدح الصابرين : ﴿ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ (البقرة:177) . وقال تعالى : ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ (الزمر:10) .



وقول لقمان يوصي ابنه : ﴿ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ (لقمان:17) هو أمر بالصبر على ما يصيبه من المحن جميعها دون تخصيص . وقوله : ﴿ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ إشارة إلى ما تقدم ، ممَّا نهاه عنه ، وأمره به، ويدخل فيه الأمر بالصبر على المحن كلها .



وأما قوله تعالى : ﴿ وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾ (الشورى:43) فهو حثٌّ على الصبر على المكروه ، والمغفرة لمن تسبب فيه ، وأكَّد ذلك بقوله : ﴿ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾ . أي : إن الصبر على أذى الغير، والمغفرة لمن عزم الأمور؛ كقوله تعالى : ﴿ وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ﴾ (البقرة:237) . وقوله تعالى : ﴿ وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾ (الشورى:40) . وهذا إذا كان الجاني نادمًا مقلعًا . أما إذا كان الجاني مصرًّا على البغي، فالأفضل الانتصار منه ، بدليل الآية قبلها، وهي قوله تعالى : ﴿ وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ﴾(الشورى:41) ؛ فإن هذا يقتضي إباحة الانتصار من الجاني .



و قيل: سَبَّ رجلٌ آخرَ في مجلس الحسن ، فكان المسبوبُ يكظم ويعرق، و يمسح العرق ، ثم قام فتلا الآية : ﴿ وَ لَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾ ، فقال الحسن : عَقِلَها ، والله ، وفهمها ! لِمَ هذه ضيَّعها الجاهلون ؟!



و أما { اللام } في قوله تعالى : ﴿ وَلَمَنِ انتَصَرَ ﴾(الشورى:41) ، وقوله تعالى : ﴿ وَلَمَن صَبَرَ ﴾ (الشورى:43) فهي مثل { اللام } ، التي في قوله تعالى : ﴿لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ (آل عمران:157) . وقوله تعالى : ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ واتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّه خَيْرٌ لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ﴾ (البقرة:103) .



ويجوز في هذه { اللام } أن تكون الموطِّئة لقسم محذوف ، و{ مَنْ } شرطية ، وجواب القسم في الأول قوله تعالى : ﴿ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ﴾ (الشورى:41) ، وفي الثاني قوله تعالى : ﴿ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾ . وجواب الشرط محذوف ، لدلالة جواب القسم عليه .



ويجوز أن تكون { اللام } لام الابتداء ، و{ مَنْ } موصولة في موضع المبتدأ ، والخبر في الأول قوله تعالى : ﴿ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ ﴾ ، وفي الثاني قوله تعالى : ﴿ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾ . و الإشارة بـ{ ذلك } إلى ما يفهم من مصدر{ صبر وغفر } ، والعائد على الموصول المبتدأ من الخبر محذوف . أي : إن ذلك منه { لمن عزم الأمور } ، لدلالة المعنى عليه .



و خبر الموصول يجوز اقترانه بـ{ الفاء } ، لشبهه بالشرط في دلالته على الإبهام . و يجوز عدم اقترانه بها . و الفرق بين الموضعين : أنك إذا قلت : { مَنْ يأتيني فله درهم } ، استحق الدرهم بمجرد إتيانه . و ذلك بخلاف قولك : { مَنْ يأتيني إن له درهمًا } .



فإذا تأملت ذلك ، تبيَّن لك أنه لا وجه للمقارنة بين قوله تعالى : ﴿ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ (لقمان:17) ، وقوله تعالى : ﴿ و َلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ (الشورى:43) ؛ لأن الأول أمرٌ بالصبر على المصائب ، والثاني حثٌّ على الصبر عليها ، وكلاهما من عزم الأمور .. قال تعالى : ﴿ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ﴾ (الأحقاف:35) . فالصبر في الآيتين صبر واحد .. و إذا كانت الآية الثانية قد أكِّدت بـ{ إن } ، و بـ{اللام }، دون الآية الأولى ، فلأنها جمعت بين الصبر، و المغفرة ؛ ولأنها جاءت مؤكَّدة بـ{ اللام } في أولها : { لَمَنْ صَبَرَ وغَفَرَ } . ونحو ذلك قوله تعالى : ﴿إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴾ (المنافقون:1) .



ومن المعلوم في علم البلاغة أن للمخاطب ثلاث حالات عندما يُلقَى إليه خبرٌ مَّا :



أولها : أن يكون خالي الذهن من الحكم . وفي هذه الحالة يلقَى إليه الخبر خاليًا من التوكيد . ويسمى هذا الضرب من الخبر ابتدائيًا .



و ثانيها : أن يكون مترددًا في الحكم ، طالبًا أن يصل إلى اليقين في معرفته . و في هذه الحالة يحسن توكيده له ، ليتمكن من نفسه . و يسمى هذا الضرب طلبيًّا .



و ثالثها : أن يكون منكرًا له . وفي هذه الحالة يجب أن يؤكد الخبر بمؤكِّد ، أو أكثرَ ، على حسب إنكاره قوةً وضعفًا . و يسمى هذا الضرب إنكاريًا .



و مثال الحالة الأولى قولك للمؤمن : محمد رسول الله .. و مثال الحالة الثانية قولك للمتردد في إيمانه : إن محمدًا رسول الله .. و مثال الحالة الثالثة قولك للمنكر الخالي من الإيمان : إن محمدًا لرسول الله .. و الله إن محمدًا لرسول الله .



وعلى الحالة الثانية يقاس قوله تعالى : ﴿ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ (لقمان:17) .. وعلى الحالة الثالثة يقاس قوله تعالى : ﴿ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾(الشورى:43) .



هذا ما أردت توضيحه وبيانه والله الهادي سواء السبيل !
 
رد مع اقتباس
قديم 20-01-2013, 11:15 PM   #2
سفانة
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية سفانة
افتراضي

بارك الله فيك وجزاك كل خير
  رد مع اقتباس
قديم 30-01-2013, 06:50 PM   #3
الشيدي
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية الشيدي

الشيدي is on a distinguished road
سبحان الله وبحمدة
اشهد ان لا أاله إلى الله واشهد ان محمد رسول الله
حب كل من يحبك ترى اخر الدنيا تراب
الشيدي غير متواجد حالياً
افتراضي

يسلموووووو سفانة نورتي
امشي في هالدنيا واهذافي صارت تتحقق
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ذَرَاتّ المّلحّ عَلَى حَوَافّ فنْجَانْ قَهْوَتّيّ ..||~ ]]~إشـــراقة غمـــوض~[[ المنتدى العام 7 10-02-2011 08:35 PM


الساعة الآن 09:52 AM
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
جميع الحقوق محفوظة لـ موقع ومنتديات وادي عاهن


تصميم مزايات لخدمات التصميم