عرض مشاركة واحدة
قديم 09-04-2011, 02:44 PM   #6
أرواح مهاجرة
مراقب عام
 
الصورة الرمزية أرواح مهاجرة
افتراضي

خامسا: جدوله اليومي:
قد يتشكك القاري أو السامع إذا قيل له في عالمناالمعاصر من يستغل جل إن لم يكن كل لحظات وقته فيما يعود بالنفع على دينه وأمته ،فلا تكاد تمر من حياته لحظة إلا وهو في درس أو حلقة أو في خدمة للآخرين ، في دقة من التنظيم وثبات على الأعمال الصالحة في أوقاتها المحددة.

لذلك آثرت أن أنقل لكم ما رواه طلابه ومجالسيه .. ليعرف القاريء الرجل الذي نذر حياته لله ولهذا الدين ولتعذروني في الإطالة هنا لمن أراد أن يستفيد ..

يبدأ يوم الشيخ قبل الفجر ( الثلث الأخير من الليل وربما قبل ذلك ) بمناجاة خالقه وموجده فينصب الأقدام لأحياء سنة قيام الليل ..

وبعد أذان الفجر بقليل يصلي سنة الفجر في منزله تطبيقا للسنة النبوية، ثم يخرج ويصلي الفريضة في المسجد إماماً الحاضرين وعادة يطيل في القراءة حتى ينهيقرابة نصف جزء في الركعتين ، وهو يبدأ بقراءة المصحف حسب ترتيب السور إلى أن يختمه ثم يبدأ من جديد ، وهو قليل الخطأ بل يندر أن يعضله النسيان في القراءة.


بعد صلاة الفجر يقرأ مجموعة من الأوراد والأذكار جهارا في الصيف حتى يتعلم منه الطلاب ، وخفية في الشتاء حيث المصلون قليل وقد سبق لهم التعرف علىأوراده وأذكاره وأدعيته

ثم يقرأ جهارا حديثا أو حديثين ويرددها ثلاث مرات ، لتحفظ أو تكتب أو تسجل من قبل الطلاب ، ويذكر تخريجهما بعد ذلك ثم يقيم حلقة لقراءة القرآن الكريم يقرأ المصحف فيها بالترتيب وبالتالي تقرأ في مسجده ختمتان ، أما في الصيف فتقرأ أربع ختمات.


الأولى: في فريضةالفجر.
الثانية: في الحلقة التي بهاالشيخ ومعه قرابة خمسة وثلاثين طالبا.
الثالثة: في الحلقة التي بهامدرس التجويد وبها قرابة خمسة وثلاثين طالباً .
ومما يلاحظ أن الطلبة الذي يقرأون اليوم مع مدرس التجويد في اليوم التالي يكونون مع الشيخ وهكذا بالتناوب.
الرابعة: الحلقة التي يقرأفيها الطلبة المبتدئون أو ضعيفو القراءة ، يقوم بتصويب قراءتهم أحد الطلبةالبارزين.


تختتم جميع الحلقات بالدعاء ثم يسأل الحاضرين معه إذا ما كان أحدهم قد رأى الليلة رؤيا ، فيذكرون له إن كان هنالك من رأى رؤية تطبيقا للسنة النبوية ،حيث روى أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كانإذا انصرف من صلاة الغداة قال: "هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا".

ثم يأمر الشيخ أحد الطلبة بقراءة التقويم الخاص بذلك اليوم ، ويقرأ الحكمة إن وجدت فيه ، وقد يطلب من الطلبة إعرابها بعد ذلك تكون الشمس قد شرقت وارتفعت قليلاً فيصلون سنة الشروق تطبيقاً للسنة النبوية حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلّم : ( من صلى الصبح في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : ( تامة تامةتامة ) .

بعد سنة الشروق يخرج الشيخ إلى أهله فيسلّم ويطمئن عليهم ويجلس لإكمال ما بقي من أوراد وأذكار ، ثم يمكث هناك ويتناول وجبة الإفطار ويستعد للخروج .


وفي قرابة الثامنة والنصف أو التاسعة صباحاً يخرج من المنزل باتجاه جامع سناو والذي يبعد عن منزله كيلومترين تقريباً ، سابقاً كان يذهب ماشياً على الأقدام ، أما الآن مع كبر سنه وضعف صحته - شفاه الله وأمد في عمره – يذهب بالسيارة مصطحباً أحد الطلبة يقرأ له ما يريده من كتب .


وعندما يصل إلى الجامع يصلي ركعتين خفيفتين ، ثم يمر على الحلقات المقامة إن كانت هناك حلقات ، ثم يتجه إلى مكتبة الجامع ، حيث يجد الزواروالمستفتين بانتظاره فيرد على استفساراتهم ويقضي حوائجهم سواء الموجود منهم أم الذين يتصلون به عبر الهاتف ، وقد خصص غرفتين مرافقتين بالمكتبة الأولى لقضاء حاجات الرجال الذين يتحرجون من ذكر حاجاتهم أمام الحاضرين ، والثانية لقضاء حاجات النساء والإجابة على استفساراتهن وحل مشكلاتهن .

وإذا ما توقفت الأسئلة وقضيت الحاجات ، وتوقفت الاتصالات فهناك بجواره من يقرأ له ما يريد من كتب ولا تمر عليه لحظة بدون استغلال .



وفي الساعةالحادية عشر والنصف أو قريباً من هذا الوقت يخرج من المكتبة باتجاه المنزل ، فيدخل على أهله ويطمئن عليهم ، يتفقد وجبة الغداء ويداعب أطفاله وأحفاده حتى يحضر أول وقتالظهر فيخرج للصلاة .

بعد صلاة الظهر يرجع مرة أخرى يصلي سنة الظهر في المنزل ثم يتجه إلىمجلسه العام وقد انتظره مجموعة من الأضياف الذين لا ينقطعون والطلبة الملازمين له.


وعلى المائدة التي بها الشيخ يتحلق مجموعة من الأضياف والطلبة يطرحون أسئلتهم ومن حسن أدب طلابه ألا يتقدموا بأسئلتهم إلا إذا صمت الضيوف ، ولم تكن هناك اتصالات هاتفية ، وهكذا تصبح جلسة الغداء غذاءً روحياً وجسدياً معا .


بعد خروج أضيافه يشيعهم الشيخ ثم يعود إلى غرفته الخاصة ، وقد جعلها بعيدة نوعاً ما عن الأولاد والأهل والطلاب ، يختلي بها لسماع نشرة الأخبار وبعض الأشرطة ثم يأخذ قسطاًمن النوم حتى حضور صلاة العصر .


بعد صلاة العصر يقام درس بالمسجد في قواعد النحو للطلبة الذين يدرسون القواعد النحوية وهي مادة من تأليفه ، وأحياناً يكون بجواره الهاتف يرد على المستفتين ، يستمر ذلك الدرس قرابة أربعين دقيقة ، ثم يدخل على أهله وأولاده حتى صلاة المغرب .

بعد صلاة المغرب درس في الفقه يستمر حتى صلاة العشاء .



بعد صلاة العشاء يذهب قليلاً إلى أهله وأطفاله ، ثم يتجه إلى المجلس مع الطلبة والاضياف ، وبعد وجبة العشاء وتوديع الضيوف يشرف على سماع خطبة ارتجالية من أحد الطلبة ، أو مناظرة بين طالبين لمدة تتراوح ما بين 30 – 40 دقيقة ثم يخرجإلى أهله ، وفي بعض الليالي يرجع إلى الطلبة لإعطاء درس في الميراث من الساعةالعاشرة والنصف إلى الساعة الحادية عشر والنصف .


قبل النوم يجلس لسماع نشرة الأخبار ، وغالباً ما تكون في الساعةالثانية عشرة ليلا .


وهكذا تلحظ يوماً حافلاً بالأعمال العظام التي ما ذكرت منها إلا مااطلع عليه تلاميذه ، وربما هناك أعمال أخرى خفيت عليهم أو قصر الباحث في إيصالها .

سادساً : جدوله الأسبوعي :

هناك أعمال يداوم عليها الشيخ خلال الأسبوع وهي كالتالي :-
ـ مساء الجمعة بعد المغرب درس لعامة الناس في مسجد رجب ، أما في الصيف فيتركه بسبب انشغاله بالطلاب.
ـ مساء الأحد بعد المغرب درس للبدو في منطقة يقال لها "الرق" تبعد عن سناو قرابة أربعين كيلومتر ، أما في الصيف فيأمر أحد الطلاب أو المعلمين بأن يذهبوالتأدية الدرس نيابة عنه بسبب انشغاله بالطلاب ، ولكن لا يمكن أن يترك ، حيث تجدمساء الأحد يتوافد على ذلك المكان عشائر البدو من أماكن متفرقة ، وقد يتجاوز عددهم الثلاثمائة أحياناً .

ـ مساء الاثنين بعد المغرب درس للنساء في مدرسة القرآن .
ـ مساء الأربعاء بعد المغرب درس في جامع سناو ، له حضور كبير .
ـ مساء الخميس بعد صلاة العصر قهوة وقراءة في منزل الشيخ / ناصر بنسالم الصوافي ، أما في الصيف فلا يذهب بسبب انشغاله بالطلاب.
ـ مساء الجمعة بعد صلاة العصر قهوة وقراءة في منزل الشيخ / ناصر بنسليمان الصوافي أما في الصيف فلا يذهب بسبب انشغاله بالطلاب .

سمات الجدول :
من السمات البارزة على الجدول اليومي والأسبوعي ما يأتي :-
1) الثبات عليه ، حيث يندر من يثبت على جدوله لفترة طويلة ، وجدولالشيخ هذا ثابت عليه منذ سنين طويلة.
2) الفترات المخصصة لأهله لا يمكن أن يفرط فيها ، فحتى لو جاء زائرومحتاج إلى الشيخ في كلمة واحدة وهو في ذلك الوقت مع الأهل لا يمكن أن يخرج له إلافي الوقت المحدد لخروجه في العادة.
3) ربط الأعمال بأوقات الصلوات ، حيث هناك ترابط شديد بين الأعمال وأوقات الصلاة فعقب كل صلاة ، تأتي أعمال معينة تشهد له بالفضل وعلو الهمة في التسابق إلى الخيرات .


وبالجملة إن سمات الجدول تقود إلى الحديث عن صفات الشيخ التي ستثيرفي نفس القارئ أو السامع الإعجاب والاستعجاب.

هذه المعلومات منقولة مع بعض التصرف من :


http://alkabs.net/index.php?option=com_content&task=view&id=607&Item id=59
التوقيع :
أترى أحيــا بروح لا تحــس .. وفؤاد ليس يدري ما الشعور؟
أكتم الأنفاس إن جالت بحــس.. ثم أبقى صخرة بين الصخور؟
إن نفسي ليس ترضى .. أي نفس تقبل العيش كسكان القـبور؟

التعديل الأخير تم بواسطة أرواح مهاجرة ; 09-04-2011 الساعة 02:47 PM
  رد مع اقتباس