الحكاية فيها إنً
كثيرا ما نسمع خبرا او حكاية ونشك فيها فنستعمل عبارة ( فيها إنً) ، فما اصل هذه العبارة؟
يقال ان اصل هذه العبارة يرجع إلى رواية مصدرها مدينة حلب بسوريا ، فلقد هرب رجل اسمه " علي بن منقذ"
من المدينة خشية ان يبطش به حاكمها "محمود بن مرداس" لخلاف وقع بينهما .
وكان الحاكم يريد ان يستدرج "علي" للعودة للمدينة ومن ثم قتله .
فأمر كاتبه ان يكتب إلى "علي" رساله يطمئنه فيها ويدعوه للعودة لمدينة حلب.
لكن الكاتب كان صديق "علي" وكان يشعر بأن الحاكم ينوي الشر بصديقه ،
فكتب له رسالة عادية جدا، ولكنه ختمها بعبارة: (إنً شاء الله تعالى ) وجعل النون مشددة والمفروض ان تكون ساكنة.
ما إن قرأها "علي" حتى ادرك أن صديقه الكاتب يحذره حينما شدد حرف النون , وكأنه يذكره بقوله تعالى( إنَ الملا يأتمرون بك) (سورة القصص(20)
فرد "علي" على رسالة الحاكم برسالة عادية يشكره على ثقته الشديدة به , وخنمها بعبارة "إنَا الخادم المقر بالأنعام "
ففطن الكاتب إلى أن "علي" يطلب منه التنبيه
إلى قوله تعالى ( إنَ فيها قوما جبارين وإنَا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنَا داخلون) "سورة المائدة22 "
فعلم ان صديقه "علي" لن يعود إلى حلب في ظل وجود حاكمها " محمود بن مرداس ".
ومن هنا صار استعمال (إنَ) دلالة على الشك وسوء النية ...
|