| 
				  
 
			
			خامسا : عام 970هـ / 1563 م
 وقعت هذه الحادثة في أواخر شهر شعبان سنة 970هـ الموافق شهر مايو سنة 1563م ، وقد هطلت الأمطار بغزارة على مناطق شتى من عمان وسالت الأودية والجراف كأودية الرستاق ، ووادي بني عوف ، والعلياء ، وخضراء بني لمك ، و نزوى ، وبهلى ، وسمائل ، وعلياء الفوارس .
 
 وقد أرخ لنا هذه الحادثة الشيخ الفقيه حسين بن شوال بن ثاني الحسيني ( حي إلى سنة 976هـ ) وهو والد الشاعر البليغ الفصيح موسى بن حسين الملقب بـ ( الكيذاوي ) حيث يقول في قصيدة طويلة سرد فيها بعض الأحداث الطبيعية والمعارك الحربية التي وقعت بعمان في عصره ما يلي :
 
 بتاريخ أشياء لا تطاق لعظمها *** فيبدوا لها الجلد المرير أنينا
 تهيج حزنا وإحتراق ولوعة *** ويجري لها دمع الحزين شئونا
 ثم تطرق لبعض الأحداث التاريخية وبعدها قال :
 وسيل أتى في البر والبحر مكثر *** وأغرق أقواما معا وسفينا
 ألوفا ألوفا مع ألوف بجمعة *** وآخر شعبان وفي العام سبعونا
 
 وقد علق الشيخ المؤرخ سيف بن حمود البطاشي على ما ورد في هذه القصيدة قائلا : ( وهكذا جاء نظمه مجملا لهذه الحوادث المريرة ، ولم يعط إيضاحا لأسباب تلك المعارك التي طوى الدهر عنا أخبارها ، فلا في الكتب لها أثر ينظر ، ولا في الألسن عنها خبر يتناقل ويذكر ، فذهبت في ذمة التاريخ ، كالكثير من أمثالها ) . ( إتحاف الأعيان ج2 / ص 427 ).
 
 كما وجد الشيخ البطاشي ( ت 1999م ) ـ رحمه الله تعالى تعليقا على هذه القصيدة في إحدى المخطوطات بمكتبة الشيخ السالمي ورد فيه ما يلي : ( وجرى السيل العظيم ، وسيل الرستاق ، ووادي بني عوف ، والعلياء ، وخضراء بني لمك ، وشلَّ نزوى ، وبهلى ، وسمائل ، وعلياء الفوارس ، وسفائن البحر ، وغرقت الأقوام ، من بر وبحر ، فيما أرخوه : ثمانون ألفا ) . ( إتحاف الأعيان ج2 / ص 428).
 |