ربما الكثير من الناس في السلطنة وخارجها يعتقدون أن سلطنة عمان بمنآ عن الأعاصير والمنخفضات الجوية القوية . وللأسف الشديد فإن هذا غير صحيح ، فكثيرا ما يخبرنا الآباء والأجداد عن الأمطار التي كانت تستمر معهم آنذاك بالأسابيع وربما بالأشهر حتى يصل الأمر إلى تهدم البيوت وغرق ساكنيها فيلجأ الناس إلى الجبال والكهوف وهذا ملاحظ في جميع مناطق السلطنة.
وما تزال هذه الأحداث تشرأب بأعناقها من ذاكرة الآباء والأجداد عندما تجد من يقدح زنادها ويثير شجونهم وشجونها ، أو عندما تقع أحداث مشابهة لتلك في الوقت الحالي فيقارنون بينهما مبديا رأيهم فيهما من حيث الشدة والقسوة وفداحة الخسائر .
بل أن الكثير من الآباء والأجداد كان يؤرخون بها ما يقع معهم من أحداث ومواقف ، ومن أشهر ما يذكرون ما يسمى عندهم بـ ( جرفة صفر ) وتعتبر هذه الجرفة ـ التي وقعت في شهر صفر ـ من أشهر الأحداث الطبيعية التي ما زالت عالقة في ذاكرتهم وتتردد في مصطلحاتهم الحياتية اليومية .
وعلى الرغم من تعرض السلطنة بصورة دائمة ومستمرة لهذه الظواهر الطبيعية (أعاصير ، منخفضات جوية ، رياح ، جراف ، سيول ) فإنه وإلى الآن لا توجد دراسة معمقة عن أحوال الطقس في عمان من حيث الأعاصير والمنخفضات التي ضرب السلطنة في العصور السابقة .
|