14-01-2011, 08:14 PM
|
#6
|
|
مراقب عام
|
الـفـصــل الثاني
كلمة أخيرة إذاسمحتم... " السرطان كما رأينا من خلال المحاضرة – مرض خطير جدا، يقلق الحياةالبشرية ويهدد الكثير من أفرادها على اختلاف أعمارهم وأجناسهم، وعلينا أن نعترف جميعاً بأن الطب ما زال عاجزا أمام هذا المرض اللغز الذي يرهب الجميع".
بهذه الكلمات ختم الدكتور ((إياد عزت)) محاضرته، ولملم أوراقه معلنا بذلك انتهاءها..
- وسرت في المدرج ضجة خفيفة، أحدثها الطلبة وهم يغلقون دفاترهم ويجمعونأشياءهم استعداداً للخروج إلا أن صوتاً انبعث من الأمام، أعاد الجميع إلى هدوئهموصمتهم، واشرأبت الأعناق للتعرف على صاحب الصوت ، وهمس طالب يجلس في الخلف:
- إنه ((عصام السعيد)) يسأل...
- فأجابه جاره ((صفوان)) وهو شاب اشتهر بالعبث واللامبالاة:
إذا كان عصام هو السائل فعلى الاستراحة السلام.
أعادالدكتور إياد أوراقه على المنضدة، وقال وهو يذرع منصة الإلقاء بخطىً بطيئة:
- زميلكم عصام يسأل عن صحة ما تردد حول اكتشاف معالجات حاسمة للسرطان بالأشعة في الوقت الذي أقول فيه بأن الطب ما زال عاجزاً أمام هذا المرض...
- في الحقيقة أيهاالأبناء: إن العجز الذي أعنيه ليس بالعجز المطلق، فقد استطاع الطب في حالات قليلةالقضاء على السرطان سواء بالمعالجات الشعاعية، أو بالإستئصال الجراحي، أو بالأدويةالسامة القاتلة للخلايا السرطانية لكن العامل الأهم في شفاء تلك الحالات كان الاكتشاف المبكر للسرطان، بيد أننا إذا أخذنا الحالات السرطانية التي تأخر اكتشافها – وهي الحالات الأكثر مشاهدة– نجد بأن السرطان، قد أنشب فيها مخالبة واندفع بين الخلايا السليمة فخربها، ونما وتطور بشكل سريع فأثر على الوضائف الطبيعية للأعضاءالمجاورة، ومهما حاولنا إزالته بالجراحة أو الأشعة أو الدواء، فأنه يعود للإندفاعمن جديد، وهذا ما نسميه ((بالسرطان الناكس((.
إن علاج ككل مرض في الطب يعتمد – في المقام الأول- على إزالة السبب الذي أدى إليه. ولما كان السبب الرئيسي المباشرلمرض السرطان ما زال مجهولاً، فإن كل محاولة لعلاجه ستبقى مهددة بالفشل، قاصرة عن إحداث الشفاء المطلوب، لذلك فإنه لا مفر من الاعتراف بأن الطب ما زال عاجزاً عن القضاء على السرطان .
- .ثم قال الدكتور إياد وهو يتجه بحديثه إلى عصام :
هل هذا يكفي يا عصام؟..
|
|
|
|
|
|
|