الموضوع: مازن بن غضوبه
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 30-05-2015, 02:03 PM
حبوب حبوب غير متواجد حالياً
 
افتراضي مازن بن غضوبه

--------------------------------------------------------------------------------

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


كنت أبحث عن بدايات دخول الإسلام إلى عمان ( سلطنة عمان + الإمارات العربية المتحدة ) فوجدت في بعض الكتب أن أول من أسلم من عمان هو الصحابي ( مازن بن غضوبة ) وذكر أنه قدم على الرسول وأسلم ودعا الرسول لمازن ولأهل عمان وهذه قصته حسبما جاءت في كتاب ( مجمع الزوائد ) حيث قال :

- وعن مازن بن الغضوبة قال‏:‏ كنت أسدن صنماً يقال له‏:‏ بأجر بسمائل قرية بعمان فعبرنا ذات يوم وعنده عتيرة - وهي الذبيحة - فسمعت صوتاً من الصنم يقول‏:‏
يا مازنُ اسمعْ تسر * ظهر خير وبطن شر
بعث نبيٌّ منْ مضر * بديـن الله الأكـبر
فدع نحيتا من حجر * تسلم من حرِّ سقر
قال‏:‏ ففزعت من ذلك وقلت‏:‏ إن هذا لعجب‏.‏ ثم عبرت بعد أيام فسمعت صوتاً من الصنم يقول‏:‏
أقبـل إلـي أقبل * تسمع ما لا تجهل
هذا نبيٌّ مرْسـل * جـاء بحقٍّ منـزَل
آمن به كي تعدل * عن حر نار تشعل
وقودها بالجندل

فقلت‏:‏ إن هذا لعجب وإنه لخير يراد بي‏.‏ فبينا نحن كذلك قدم علينا رجل من الحجاز فقلنا‏:‏ ما الخبر وراءك‏؟‏ قال‏:‏ ظهر رجل يقول لمن أتاه‏:‏ ‏"‏أجيبوا داعي الله‏"‏‏.‏ فقلت‏:‏ هذا نبأ ما قد سمعت‏.‏ فسرت إلى الصنم فكسرته، وركبت راحلتي فقدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشرح لي الإسلام فأسلمت وقلت‏:‏
كسرت ناجزاً جذاذاً وكان لنا * رباً نطيف به عميـا بطلالِ
بالهاشـمي هدينـا من ضلالته * ولم يكن دينه مني على بالِ
يا راكبـاً بلغن عمراً وإخوته * أني لمن قال‏:‏ ربي ناجز قالِ

يعني عمرو بن الصلت وإخوته بني خطامة‏.‏ قال مازن‏:‏ فقلت‏:‏ يا رسول الله، إني امرؤ مولع بالطرب وشرب الخمر والهلوك - قال ابن الكلبي‏:‏ والهلوك الفاجرة من النساء - وألحت علينا السنون، فأذهبت الأموال وأهزلت الدراري، وليس لي ولد فادع الله أن يذهب عني ما أجد، ويأتيني بالحياء ويهب لي ولداً‏.‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏"‏اللهم أبدله بالطرب قراءة القرآن، وبالحرام الحلال، وبالعهر عفة الفرج، وبالخمر رياً لا إثم فيه، وآتهم بالحيا، وهب له ولداً‏"‏‏.‏

قال مازن‏:‏ فأذهب الله عني ما كنت أجد وأتانا بالحيا وتعلمت القرآن وخصبت عمان وحججت حجاً ووهب الله لي حبار بن مازن، وأنشأ يقول‏:‏
إليـك رسـولَ الله خبـت مطيتي * تجوبُ الفيافيْ منْ عمانَ إلى العرج
لتشفع لي يا خير من وطئ الحصى * فيغفـرَ ليْ ربـيْ فأرجعَ بالفـلج
إلى معشـرٍ خالفتُ في الله دينهم * فلا رأيهم رأيي ولا شرجهم شرجي
وكنت امرأً بالرغبِ والخمرِ مولعاً * حيـاتي حتـى آذن الجسـم بالنهج
فبدلنـي بالخمـرِ خوفـاً وخشية * وبالعهر إحصـاناً فحصنَ لي فرجي

فلما أتيت قومي أنبوني وشتموني وأمروا شاعرهم فهجاني، فقلت‏:‏ إن رددت عليهم فإنما أهجو نفسي فاعتزلتهم إلى ساحل البحر وقلت‏:‏
بغـضـكم عندنـا مرمـداً فيـه * وبغضنـا عندكم يا قومنـا لين
لا نفطن الدهـر إن بثت معايبكم * وكلكـم حينَ يبدو عيبناْ فطن
شـاعرنا معجم عنكم وشـاعركم * في حربنـا مولع في شتمنا لسن
ما في القلوب عليكم فاعلموا وغر * وفي صدوركم البغضـاءُ والإحن
فأتتني منهم أزفلة عظيمة فقالوا‏:‏ يا ابن عمنا عبنا عليك أمراً وكرهناه لك، فإن أبيت فشأنك ودينك، فارجع فقم بأمورنا‏.‏ وكنت القيم بأمورهم، فرجعت إليهم ثم هداهم الله بعد إلى الإسلام‏.‏
رواه الطبراني، من طريق هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه وكلاهما متروك‏.‏
 
رد مع اقتباس