الوطن انطلاقا من أهمية الدور الذي تلعبه الشراكة بين البيت والمدرسة في تحقيق أهداف العملية التربوية والتعليمية والتعاون البناء في الرقي بالمستوى التحصيلي للطلاب نظمت مدرسة أبو المنذر الرحيلي للتعليم الأساسي ( 5-12) بولاية صحار ندوة تربوية بعنوان "طريقك إلى النجاح بين البيت والمدرسة" استهدفت التعريف بأهمية التواصل والتعاون بين البيت والمدرسة للارتقاء بمستوى التحصيل الدراسي للطلاب وذلك تحت رعاية درويش بن صالح البلوشي مدير عام المديرية العامة للزراعة والثروة الحيوانية لمنطقة الباطنة،وبحضور مجموعة من شيوخ وأعيان المنطقة ومديري المدارس والمشرفين التربويين وأعضاء الهيئة التدريسية وأولياء أمور الطلاب.
استعرضت الندوة عددا من أوراق العمل وبدأت بورقة عمل قدم من خلالها سعد بن راشد العيسائي أخصائي أنشطة مدرسية بالمدرسة النتائج المشرفة للعام المنصرم في التحصيل الدراسي في المدرسة وأثرها الايجابي على مستقبل طلاب الثاني عشر.،بعدها قدم سعيد بن عبدالله اليحيائي مدير مدرسة أبو المنذر الرحيلي للتعليم الأساسي كلمة أكد فيها على أهمية هذه الندوة لتحقيق مزيد من التواصل والعطاء والتعرف على الأساليب والاستراتيجيات التي تسهم في تحقيق النجاح والتميز للطلاب بالتعاون بين البيت والمدرسة مشيرا إلى الدور الذي تقوم به مجالس الآباء في دعم العملية التربوية والتعليمية من خلال نشرها لثقافة التواصل بين البيت والمدرسة من خلال متابعة أولياء الأمور لأبنائهم والتعاون مع المدرسة في تحقيق أفضل المستويات التحصيلية لهم .
ثم كانت هناك وقفات مع جوانب ذات صلة بالتحصيل الدراسي حيث كانت الوقفة الأولى مع ورقة عمل بعنوان "العوامل الصحية وعلاقتها بالتحصيل الدراسي" قدمها خالد بن سالم اليحيائي المشرف الصحي بمستشفى وادي حيبي ومركز صحي وادي عاهن،أما الوقفة الثانية فتناولت فن التنشئة الاجتماعية وأثرها في التحصيل الدراسي وكانت عبارة عن ورقة عمل قدمها عبدالله بن علي العيسائي باحث اجتماعي من المديرية العامة للتنمية الاجتماعية بمنطقة الباطنة،أما الوقفة الثالثة فكانت بعنوان أساليب التعامل مع السلوكيات التي تؤثر على التحصيل الدراسي للطالب قدمها حسين بن إبراهيم الخنبشي الأخصائي الاجتماعي بالمدرسة. وفي نهاية استعراض أوراق العمل فتح باب النقاش والحوار للحضور مما أضاف ذلك للندوة مساهمتهم في طرح الأفكار التي تخدم الطالب وترفع من مستواه التحصيلي بعدها قامت لجنة التوصيات المكونة من سعيد بن سهيل العمراني ومحمد بن خلفان العيسائي معلم اللغة العربية بالمدرسة وعدد من الأعضاء باستعراض توصيات الندوة التي تمثلت في التأكيد التام على ضرورة تأسيس العلاقة التواصلية بين البيت والمدرسة وتعزيزها، على أُطر منهجية واعية ومدروسة ؛ ضمانا للتآزر والتكامل في ممارسة الأدوار التربوية والتعليمية المنوطة بكل منهما، في تنشئة الأجيال وتثقيفها. إنَّ التنشئة الاجتماعية للأبناء القائمة على الحوار الناجح، وبناء الثقة في تحمل المسؤولية، والحب الصادق، والتقبل الإيجابي، تعد من أنجع السبل في خلق التوازن المحمود، وبث الأمن في النفوس، وتحقيق نتائج مرضية على الصعيد النفسي والاجتماعي والتربوي لأبنائنا الطلاب. هذا إضافة إلى أنَّ الصداقة الواقعية المتوازنة بين الآباء والأبناء صمام الأمان الذي ينأى بالأبناء عن رفقة السوء، ويحفظ لهم نبعهم الوجداني والفكري نقيا صافيا، بعيدا عن كدر الزلل والانحراف.
كما خلصت الندوة إلى أنَّ المحيط المدرسي والأسري المؤسس على الفوقية والاستعلاء والتسلط، رهين بإيجاد قوالب إنسانية جامدة، وشخصيات اجتماعية مضطربة، لا تعدو قيمتها إلا الهموم التي تقف عائقا وعقبة يصعب تجاوزها، الإهتمام بالعادات الغذائية الصحية المأمونة، التي لها تأثير إيجابي مباشر في تحسين المستوى الفكري لدى أبنائنا الطلاب، وعليه، بات من الواجب على المعنيين بالأمر مراقبة سلوكيات الأبناء التغذوية من جهة، وتوفي القدر الغذائي المناسب لهم من جهة أخرى، وذلك في كل طور من أطوار حياتهم الدراسية والعمرية،وإنَّ التعلم الناجح والمثمر لدى الأبناء، مرهون بتوافر الشروط الصحية لبيئة الموقف التعليمي الحاصل، لذلك صار لزاما على الأسرة والمجتمع المدرسي أن يعملا جاهدين في ايجاد محيط تربوي صحي يمكن من خلاله قيادة المعرفة العلمية،ويزكو قبولها في صدور الأبناء وأذهانهم
صحار ـ سيف المعمري